الخميس، 11 أبريل 2019

"عين فارة" واحة سلبت من الفلسطينيين . . .

القدس 11-4-2019 وفا- نديم علاوي

متدفقة مياهها آتية من مجرى الوديان بالقرب من بلدتي عناتا وحزما شرق القدس، تراقصها زقزقة العصافير ونقيق الضفادع وحركات الأسماك الصغيرة، راسمة لوحة طبيعية ساحرة، تلفت حواس العابرين، رغم سرقة الاحتلال لها، إنها عين فارة.

تبعد عين فارة عن بلدتي حزما وعناتا بضعة كيلومترات فقط، وتفصلها عنهما بضعة جبال وأودية وسهول، وباستطاعة السكان هناك أن يزوروها سيرا على الاقدام، في حين تفرض سلطات الاحتلال سيطرتها عليها وتفرض اجراءات تحول دون السماح للفلسطينيين بدخولها.

واستباح المستوطنون منذ عام 1967 العين، وانتشرت في محيطها المستوطنات التي حرمت أي وجود فلسطيني حولها.

"كانت تشكل نواة اقتصادية لانتعاش الفلاحين في مناطق القدس، كمصدر لري المزروعات ولسقي الحيوانات، وللتنزه، كما كان الاهالي يردونها في فصل الربيع، ولكن هذه الايام من يصل اليها مشيا، سيتعرض للتفتيش والتحقيق وربما اطلاق النار"، قال المواطن أحمد صبيح (32 عاما) من بلدة حزما.

صبيح، وهو أحد هواة البرية، ممن يترددون إلى العين بشكل متكرر، أكد "قبل نحو 5 سنوات كانت الأمور أسهل نسبيا، حيث كنا ندخل عبر الوديان والجبال، وفي عام 2010 كنا نتواجد فيها بكل الأوقات، واستطرد أن سلطات الاحتلال فرضت بعد بناء جدار الضم والتوسع العنصري رسوما تتراوح بين 20 شيقلا للأطفال و30 شيقلا للبالغين.

وتابع: "لم تتوقف سلطات الاحتلال عن فرض سيطرتها على العين، وفي كل عام تنتهج طرقا جديدة لسلبها والسيطرة عليها، وهذا العام منعت المواطنين من تصوير الفيديو هناك".

وأضاف ان الدخول والخروج من عين فارة مرهون بساعات معينة من الساعة 8 صباحا حتى الساعة 3 بعد الظهر، وان سلطات الاحتلال تغرم من يتواجد في العين بعد ذلك الوقت بغرامة قد تصل إلى 1000 شيقل، وإلى الاعتقال في بعض الأحيان.

من جهته، أكد منسق هيئة الدفاع عن الاراضي في بلدية عناتا محمد سلامة، أن العين كان امتيازا خاصا وخالصا للفلسطينيين، مشيرا إلى ما عرف بــ"قانون عين فارة" الذي تم توقيعه بين المندوب السامي البريطاني وبلدية القدس الفلسطينية في أربعينيات القرن الماضي.

وقال سلامة وهو أحد المواطنين الذين يملكون أراضي حول العين، يمنعه الاحتلال من دخولها، "نحن -السكان المجاورين لعين فارة- من حقنا أن نشرب وأن نروي الأراضي المزروعة والأغنام، فنحن نملك الأرض وتوارثناها جيلا بعد جيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق